الوطنية في شعر أمير الشعراء :

الوطنية في شعر أمير الشعراء

هو أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي، المعروف بأمير الشعراء وأشهرهم في  العصر الحديث، ولد أحمد شوقي في 16 أكتوبر سنة 1870،  حيث كانت مصر إبان تلك الفترة في حكم إسماعيل تسعى  إلى يقظة شاملة، غير أن الدكتور محمد صبري يرى أنه من مواليد عام 1869 مستندا في ذلك إلى كتيب أصدره عبد الوهاب أبو العز، سكرتير شوقي الخاص.
      
       مضى أكثر الشعراء في القرن التاسع إلى ثلثَيْه  على خطا سابقهم من شعراء العصر المملوك والعثماني ، يصوغون الشعر في موضوعات ضيفه المجال من مدح وعتاب وغزل يعبرون عنها بأساليب ركيكة سقيمة ،مثقلة بالبديع المتكلف.
      
       وهم جميعا كلفون بالمدح على إكثار إقلال ، منهم السيد إسماعيل ( 1815 م ) ، والشيخ حسن العطار ( 1872 م ) ، والسيد علي الدرويش ، والسيد صالح مجدي ( 1872 م) ، والساعاتي ( 1880 م ) ، والسيد علي أبو النصر ( 1880 م ) ، وعبد الله فكري ( 1889 م ) وعلب الليثي ( 1899م ) ، 147-148، ثم جاء الباردي ، وصبري ، وشوقي ظن وحافظ وأحمد محرم ، وغيرهم.
وقال في حبه لمصر:
وطني لو شغلت بالخلد عنه

نازعتني إليه في الخلد نفسي

       كان شوقي شاعرا مصريا وطنيا لا شك في حبه لمصر ، واعتزازه بالنسبة إليها ، ولا شك في أن شعره كان يجلجل في إحداثها حسرات على قوتها المسلوبة واستقلالها المضيع ودعوات إلى انعاضها وتحريرها وفرحات بها تحقق من تقديم وعلاء .
       في قصائده يسطع نور الوطنية ويتأجج لهيبها ، وهو أغزر الشعراء مادة وأوسعهم إنتاجا في هذه الناحية ، ولقد ظل يستلهم روح الوطنية طول حياته شابا وكهلا وشيخا ، بل إن نثره الوطني في شيخوخته أقوى منه في شبابه.الشعراء الوطنية.
       وكان يحب مصر حبا يسرى في دمه ، ويستعذب الشقاء في هذا الحب وإن تخايل له النعيم في الغدر ، ويعتقد أن قلمه أمضى في نصرة الوطن وسحق أعدائه من السيف ، يقول في سنة 1904

أحبك مصرُ من أعماق قلبي

وحبك في صميم القلب نام
سيجمعني بك التاريخ يوما

إذا ظهر الكرم على اللئام
لأجلك رحتُ بالدنيا شقيا 

أصدّ الوجه والدنيا أمامي
وأنظر جنة جمعتْ ذئابا

فيصرفني الإباء عن الزحام
وهَيتُكِ غير هيلبٍ يراعا

أشدّ على العدو من الحسامٍ

       وإنه ليقرن حبه لمصر بحبه لأمه ، فهو بالأندلس سنة 1918 يعلل نفسه بالعودة إلى وطنه ولقاء آله بعد إعلان الهدنة ، لكنه ما كاد يهدهد نفسه بهذا الأمل حتى بلغه نعى أمه ، فرثاها بقصيدة حارة لاعجة ، وجاء في  رثائه أنه نزل بالأندلس جنة الدنيا فما أحسّ بجماله ، لأن قلبه معنَّى بأمه ، ومتيم بوطنه ، ومقسم بينهما في الهوى ،
فقال :
نزلتُ ربا الدنيا وجنات عدْنها

فما وجدتْ نفسي لأنهارها طعما
فما برحتْ من خاطري مصر ساعة

ولا أنت في ذي الدار زايلت لي وهما
إذا جنني الليل اهتززت إليكما

فجُنْحَا إلى سُعدَى إلى سُلمى



[blogger]

Author Name

Formulir Kontak

Nama

Email *

Pesan *

Diberdayakan oleh Blogger.